الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ } * { وَلِكُلٍّ دَرَجَٰتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَٰلَهُمْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ }

{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } بانّهم اهل النّار { فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ وَلِكُلٍّ } من الفريقين او لكلّ فردٍ من افراد الفريقين { دَرَجَاتٌ } ناشئة { مِّمَّا عَمِلُواْ } ، او لاجل ما عملوا، او هى عبارة من جزاء ما عملوا، او من نفس ما عملوا على تجسّم الاعمال، والمراد بالدّرجات اعمّ من الدّركات { وَلِيُوَفِّيَهُمْ } قرئ بالغيبة والتّكلّم وهو عطف على محذوفٍ اى ليجزيهم بأعمالهم وليوفّيهم { أَعْمَالَهُمْ } بانفسها او بجزائها { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } عطف على محذوفٍ اى ليوفّيهم فى الدّنيا او يوم البرزخ او لا يظلمون فى الدّنيا او يوم البرزخ ويوم يعرضون او متعلّق بيقال محذوفاً، والتّقدير: يوم يعرض الّذين كفروا { عَلَى ٱلنَّارِ } يقال لهم { أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ } اى جهاتكم الالهيّة الّتى هى اطيب من كلّ طيّبٍ { فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا } بالاشتغال بالدّنيا واتّباع الاهواء حتّى تمكّن منكم الشّيطان، ومن تمكّن منه الشّيطان فرّ منه جهاته الالهيّة { وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا } اى فيها او بسببها { فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ } عذاباً يكون سبباً للهوان فيكون مضاعفاً لانّه يكون عذاب الجسم والنّفس { بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ } والمراد بالاستكبار الظّهور بالانانيّة وتحقير الخلق، وبالفسق الخروج من طاعة من ينبغى ان يطاع.