الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ } * { وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ }

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله وبرسوله او بالولاية { لِلَّذِينَ آمَنُواْ } فى حقّهم { لَوْ كَانَ } الرّسول او القرآن او هذا الامر من الرّسالة او الولاية { خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ } لانّ نظرهم كان الى الدّنيا ولم يكونوا يعلمون خيراً الاّ ما يعدّ فى الانظار الحسّيّة من الخير، وكان المؤمنون اراذل النّاس واسوءهم حالاً فى نظرهم فقاسوا امر الآخرة على امر الدّنيا وقالوا هؤلاء اسوء حالاً منّا فلو كان قبول الرّسالة او الولاية خيراً لكنّا اولى منهم { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ } جملة حاليّة فى مقام الرّدّ عليهم يعنى يقولون هذا كذبٌ سبق امثاله والحال انّ من قبله كتاب موسى وهم يعترفون به وهو شاهد على صدقه حالكون كتاب موسى (ع) { إِمَاماً } يؤمّه كلّهم بل كلّ النّاس { وَرَحْمَةً } سبب رحمة { وَهَـٰذَا كِتَابٌ } ليس منافياً مخالفاً له حتّى يقرّوا بكتاب موسى وينكروه { مُّصَدِّقٌ } لكتاب موسى (ع) { لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ } وهذا الانذار وتلك البُشرى دليل صدقه.