الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

{ وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } اى اختلاف اللّيل والنّهار الطّبيعيّين بتعاقبهما، وبالبرودة والحرارة وبالزّيادة والنّقيصة وبالظّلمة والاضاءة، وكذلك اختلاف عالم الطّبع وعالم المثال والسّقم والصّحّة والغمّ والسّرور وغير ذلك من مصاديق اللّيل والنّهار { وَمَآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ } من اسباب رزق من الامطار واشعّة الكواكب وبرودة الهواء وبرودة اللّيل وحرارة النّهار او من رزقٍ انسانىٍّ من الكمالات النّفسانيّة الّتى تنزل من سماء العقول والنّفوس، وأتى بالرّزق منكّراً تحقيراً بالنّسبة الى الرّزق الجسمانىّ وتفخيماً بالنّسبة الى الرّزق الانسانىّ { فَأَحْيَا بِهِ } اى باسباب الرّزق الجسمانىّ او بنفس الرّزق الانسانىّ { ٱلأَرْضَ } الطّبيعيّة بتهييج القوى والعروق المكمونة فيها والارض الانسانيّة بحياة العلم والدّين والايمان { بَعْدَ مَوْتِهَا } بعد كونها ميتةً { وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ } وفى تصريفها بقاء المواليد وحركات السّحاب وتوسعة الامطار فى البلاد ورفع العفونات عن الهواء { آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يدركون بعقولهم بعد اليقين او يصيرون عقلاء وصاحبى مقام العقل بعد ان كانوا موقنين وصاحبى مقام القلب، ولخفاء دلالتها على مبدءٍ مدبّرٍ حكيمٍ عليمٍ رؤفٍ رحيمٍ خصّصها بالعقلاء.