الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }

{ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ } اى من ذى روحٍ يكون له حركة { آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } غيّر الاسلوب اشعاراً بانّ من حصل له اليقين لا يكون يقينه الاّ فى ازديادٍ وحصولٍ على التّدريج فانّ صاحب اليقين هو الّذى يكون له قلبٌ وليس الاّ من بايع البيعة الخاصّة واشتغل بنفسه ووجد بوجدانه آثار عمله، ومن صار كذلك يزداد يقينه العلمىّ والوجدانىّ الى ان حصل له اليقين الشّهودىّ واليقين التّحقّقىّ، ولمّا كان آيات خلق الانسان وخلق سائر الدّوابّ بالنّسبة الى آيات السّماوات والارض اخفى منها لا بدّ وان يكون للمؤمن يقينٌ بآثار ايمانه حتّى يدرك آيات خلقة الانسان خصوصاً آيات الانفس، فانّ ادراكها لا يكون الاّ بعد الاشتغال بالنّفس ووجدان صفات النّفس رذائلها وخصائلها واليقين بآثار الاعمال وضرر الرّذائل ونفع الخصائل، والاّ بعد اليقين بآثار صفات الله تعالى ووجدانها فى وجوده.