الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ }

{ وَقَالُواْ مَا هِيَ } اى ما الحياة { إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا } اى يموت بعضنا ويحيى بعض آخر، او المعنى على التّقديم والتّأخير اى نحي ونموت { وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } الدّهريّون والطّبيعيّون يقولون: انّ مرور الزّمان يفنينا ويفنى كلّ كائن بتفاوت الانواع والاشخاص ان لم يقطعه عن بقائه الطّبيعىّ قاطع { وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } يعنى انّ قولهم هذا باطلٌ اصلاً وهم ملومون عليه لبطلانه، وهم ملومون ايضاً على التّفوّه بما ليس لهم به علمٌ { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } والقول بالظّنّ والشّكّ قبيح وصاحبه ملوم، فالويل ثمّ الويل لمن قال بالظّنّ والقياس من غير اذنٍ واجازةٍ من اللهّ!. ثمّ قال: هذا من عند الله وهو حكم الله فى حقّى وحقّ مقلّدى! وقد سبق منّا مكرّراً انّ الاذن والاجازة الصّحيحة يجعل الظّنّ قائماً مقام العلم بل يجعله اشرف من العلم كما شوهد من اجازات القلندريّة وتأثير المنطريّات مغلوطة بعد الاجازة، وعدم تأثيرها صحيحةً بدون الاجازة، قيل: انّ هذا ظنّ شكٍّ ونزلت هذه الآية فى الدّهريّة وجرت فى الّذين فعلوا ما فعلوا بعد رسول الله (ص) بأمير المؤمنين (ع) واهل بيته وانّما كان ايمانهم اقراراً بلا تصديقٍ خوفاً من السّيف ورغبةً فى المال، وعن النّبىّ (ص) انّه قال: " لا تسبّوا الدّهر فانّ الله هو الدّهر " ، يعنى انّ الله هو الدّهر الّذى ينسبون الحوادث اليه ويسبّونه لاحداث الحوادث الغير الملائمة.