الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ }

{ ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } الجملة مستأنفة جوابُ سؤالٍ مقدّرٍ فى بيان حال اليوم والمراد بالخلّة ههنا هى الخلّة فى الدّنيا لا الخلّة فى الله وللآخرة بقرينة الاستثناء وسبب صيرورة الخلّة الدّنيويّة عداوة اخرويّة انّ الخلّة الدّنيويّة صارفة للانسان عن بغيته الاخرويّة وشاغلة له عن الاشغال الالهيّة فتصير سبباً للحسرة والنّدامة، ويظهر انّها كانت عداوة الخليل الدّنيوىّ يعادل خليله لذلك { إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } فى افعالهم واحوالهم واخلاقهم عن الجهة الدّنيويّة فخلّتهم لا تكون الاّ لجهاتٍ اخرويّةٍ ويوم القيامة يظهر اثر تلك الخلّة فيتيقّن ويشاهد انّ الخلّة كانت خلّة لا عداوة، وقرأ الصّادق (ع) هذه الآية فقال: والله ما اراد بهذا غيركم، وعنه (ع): واطلب مواخاة الاتقياء ولو فى ظلمات الارض وان افنيت عمرك فى طلبهم فانّ الله عزّ وجلّ لم يخلق افضل منهم على وجه الارض من بعد النّبيّين، وما انعم الله تعالى على عبدٍ بمثل ما انعم به من التّوفيق لصحبتهم قال الله تعالى: { ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } ، واظنّ انّ من طلب فى زماننا هذا صديقاً بلا عيبٍ بقى بلا صديقٍ، ولمّا ذكر حال ذلك اليوم وشدّته بالنّسبة الى المخالفين والمنافقين نادى عباده المخصوصين تلطّفاً بهم وتسكيناً لخوفهم منه فقال { يٰعِبَادِ }.