الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ } * { وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ }

{ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً } من فضّةٍ { عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفاً } زينةً من غير ذلك يعنى لولا ان يكونوا كلّهم كفّاراً لجعلنا ذلك لانّ الكافر مخذول منّا ومكروه لنا ولم نرد منه توجّهه الينا، ولولا مراعاة حال من فى وجوده استعداد الايمان لوسّعنا عليه فى دنياه بحيث لا يغتمّ آناً بشيءٍ من دنياه حتّى لا يتوجّه الينا ولكن لمراعاة حال المستعدّين للايمان جعلنا فى الكفّار غنىً وفقراً كما انّ فى المؤمنين غنىً وفقراً، وعن الصّادق (ع) قال الله عزّ وجلّ: لولا ان يجد عبدى المؤمن فى نفسه لعصّبت الكافر بعصابةٍ من ذهبٍ، وعن النّبىّ (ص): " يا معشر المساكين طيبوا واعطوا الله الرّضا من قلوبكم يثبّتكم الله عزّ وجلّ على فقركم فان لم تفعلوا فلا ثواب لكم " ، وعنه (ع) قال: ما كان من ولد آدم (ع) مؤمن الاّ فقيراً ولا كافراً لا غنيّاً حتّى جاء ابراهيم (ع) فقال: ربّنا لا تجعلنا فتنةً للّذين كفروا فصيّر الله فى هؤلاء اموالاً وحاجةً، وفى هؤلاء اموالاً وحاجةً { وَإِن كُلُّ ذَلِكَ } المذكور من سقف الفضّة ومعارجها وابوابها وسررها وزخرف البيوت { لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } قرئ لمّا بالتّشديد فيكون ان نافيةً ولمّا استثنائيّةً، وقرئت بالتّخفيف فان مخفّفةٌ واللاّم فارقةٌ وما زائدةٌ او موصولةٌ او موصوفةٌ { وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } من متاع الحياة الدّنيا كأنّ غيرهم لا آخرة لهم، وبأمثال هذه الآية توسّل من قال غير المؤمنين او غير من له عقلٌ مجرّدٌ اذا مات فات ولا بقاء له فى الآخرة، وليس كذلك، لانّ التحقيق انّ مطلق الحيوان له بقاءٌ فى الآخرة لتجرّد خياله وعدم انطباعه وهذا القدر من التّجرّد يكفى فى البقاء بعد خراب البدن.