الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ }

{ وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً } قرئ عباد الرّحمن وعبيد الرّحمن وعند الرّحمن بالنّون يعنى انّ قولهم الملائكة بنات الله متضمّن لقبائح عديدة، الاوّل جعله مركّباً متجزّئاً وليس الاّ وصف ادنى الممكنات، والثّانى نسبة التّوالد اليه وهو يستلزم الاحتياج ووجود المثل له وهو غنىّ على الاطلاق، ولو كان له مثل لكان ممكناً مركّباً، والثّالث نسبة امرٍ اليه اذا نسب الى انفسهم تغيّروا واسودّت وجوههم وهو يستلزم جعله ادنى واهون من انفسهم، والرّابع جعل اضعف الاولاد ولداً له، والخامس جعل الملائكة الّذين هم مكرمون على الله بوصف ارذل النّاس { أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ } فانّ الانوثة والذّكورة لا تعلمان الاّ بالمشاهدة { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ } الّتى شهدوا بها على الملائكة انّهم اناثٌ { وَيُسْأَلُونَ } عن هذه الشّهادة يوم القيامة وهو تهديدٌ لهم.