الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

{ وَكَذَلِكَ } التّكلّم بالانحاء الثّلاثة { أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } اى ارسلنا { رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } اى روحاً عظيماً ناشئاً من محض امرنا من غير مداخلة مادّةٍ فيه، او بعضاً من عالم امرنا والمراد به جبرئيل او روح القدس الّذى هو اعظم من جبرائيل وميكائيل { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ } المراد بالكتاب النّبوّة والرّسالة واحكامهما وبالايمان الولاية وآثارها والقرآن صورة الثّلاثة { وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً } اى الكتاب او الايمان او المذكور منهما او الرّوح الموحى اليك وقد فسّر بعلىٍّ (ع)، فعن الباقر (ع) ولكن جعلناه نوراً يعنى عليّاً وعلىّ (ع) هو النّور هدى به من هدى من خلقه { نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا } سئل الصّادق (ع) عن العلم، اهو شيءٌ يتعلّمه العالم من افواه الرّجال؟! ام فى الكتب عندكم تقرؤنه فتعلمون منه؟ - قال: الامر اعظم من ذلك واوجب! اما سمعت قول الله عزّ وجلّ وكذلك اوحينا اليك روحاً من امرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان ثمّ قال: بلى، قد كان فى حالٍ لا يدرى ما الكتاب ولا الايمان حتّى بعث الله عزّ وجلّ الرّوح الّتى ذكر فى الكتاب فلمّا اوحاها علم بها العلم والفهم وهى الرّوح الّتى يعطيها الله عزّ وجلّ من شاء فاذا اعطاها عبداً علّمه الفهم { وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يعنى انّك برسالتك تهدى الى الولاية فانّ الرّسالة وقبولها هداية الى الايمان والولاية كما قال تعالى:قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ إِنُ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [الحجرات:17] عن الباقر (ع) يعنى انّك تأمر بولاية علىٍّ (ع) وتدعو اليها وعلىٌّ (ع) هو الصّراط المستقيم.