الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } * { وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ }

{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } وذلك لما تكرّر منّا انّ الخيال حين الاستيحاش وغلبة الهمّ يفرّ كالشّيطان ويظهر سلطان العقل فاذا رفع الخوف لا يدّعى الحكم للعقل ويظهر بانانيّته وينكر المبدء والمعاد كما هو شأنه وشأن الشّيطان، ويظنّ انّه ان كان ما يقولون صادقاً فالله لا يختار عليه غيره لكرامته عليه { فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ } كناية عن جزائهم باعمالهم السّيّئة خلاف ما ظنّوه { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإِنسَانِ أَعْرَضَ } عنّا وعن شكر نعمنا { وَنَأَى بِجَانِبِهِ } اى نأى عنّا ومال الى جانبه بمعنى انّه ظهر بانانيّته ورؤية نفسه والاعجاب بها وظنّ انّ النّعمة باستحقاقها ونسى انعامنا وانّ النّعمة عارية عليها لا مدخليّة لها فيها { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ } لحفظ انانيّته ووجوده.