الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلَّيلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }

سجدةٌ واجبةٌ

{ وَمِنْ آيَاتِهِ ٱللَّيْلُ وَٱلنَّهَارُ } عطف باعتبار المعنى كأنّه توهّم متوهّم انّه قال: من آياته من دعا الى الله ومن آياته عدم استواء الحسنة والسّيّئة فقال تعالى: ومن آياته اللّيل والنّهار { وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } قد مضى مكرّراً انّ فى انتضاد اللّيل والنّهار الطّبيعيّين واتّساق حركة الشّمس والقمر وتخالف اللّيل والنّهار بالظّلمة والنّور والبرودة والرّطوبة والحرارة واليبوسة والاتّساق فى الزّيادة والنّقيصة وغير ذلك من لوازم ذلك الّذى نيط بها توليد المواليد وبقاؤها وتعيّشها آياتٌ عديدةٌ دالّة على علمه وقدرته وربوبيّته ورأفته بخلقه وغير ذلك من اضافاته { لاَ تَسْجُدُواْ } تفريع على سابقه لكنّه ادّاه بطريق الجواب لسؤالٍ مقدّرٍ ليتمكّن حال الشّمس والقمر فى ذهن السّامع { لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ } لكونهما من آياته تعالى ولا يخفى على المستبصر تعميم اللّيل والنّهار والشّمس والقمر { وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ } أتى بالجمع امّا لكون المراد بالشّمس والقمر الجنس وتعدّد افرادهما وعمومهما كما عليه حكماء الافرنج، ويستفاد من تلويحات الاخبار، او للاشارة الى التّأويل وكثرة الشّمس والقمر بحسب التّأويل فانّ النّبىّ (ص) وخليفته يعبّر عنهما بالشّمس والقمر وكذلك خلفاؤهما ومشايخهما والعقل والنّفس يطلق عليهما الشّمس والقمر، والعقل الكلّىّ والنّفس الكلّيّة شمس وقمر، وكلّ معلّم ومتعلّم شمس وقمر، وفى عالم البرزخ وعالم المثال شموس واقمار { إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } يعنى ان كنتم تحصرون العبادة فيه، فان النّظر على الواسطة وجعله مسمّىً مع انّه كان اسماً امّا كفر او شرك، والنّظر على ذى الواسطة من مرآة الواسطة عبادة للمسمّى بايقاع الاسماء عليه وتوحيدٌ لذاته ولعبادته، وههنا احد مواضع السّجود الفرض الاربعة.