الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: هذا حال الكافرين والمنافقين، فما حال المؤمنين بالولاية والمقرّين بالخلافة؟ فقال: { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ } انّما قال: قالوا ربّنا، دوو علموا وايقنوا وشاهدوا لانّه اشارة الى الاسلام والبيعة العامّة النّبويّة وبالاسلام، وبتلك البيعة لا يحصل الاّ الاقرار بانّ الله ربٌّ ولو حصل اعتقاد بذلك كان ذلك الاعتقاد من علوم النّفس المنفكّة عن معلوماتها المعبّر عنها بالظّنون كما اشرنا اليه فى مطاوى ما سلف، وقد ورد فى الاخبار انّ الاسلام اقرارٌ باللّسان دون الايمان { ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } اى اعتدلوا، والاعتدال الاضافىّ لا يحصل الاّ بالبيعة الايمانيّة الولويّة الخاصّة كما انّ الاعتدال الحقيقىّ الّذى هو عبارة عن الخروج من الاعوجاج فى جميع المراتب لا يحصل الاّ بتلك البيعة والعمل بشروطها فان اريد بالاعتدال الاعتدال الاضافىّ كان المراد بالمعتدلين مطلق من بايع البيعتين ودخل فى امر الائمّة، ودخل الايمان فى قلبه كما ورد فى الاخبار تفسيرهم بشيعتهم ان اريد الاعتدال الحقيقىّ كان المراد الانبياء والاولياء (ع) كما فسّروا بالائمّة واذا اريد الشّيعة من المستقيمين كان نزول الملائكة على بعضهم فى مطلق الحياة الدّنيا وعلى بعضهم خاصّاً بوقت الاحتضار وكان معنى قوله:نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } [فصلت: 31] بالنّسبة الى من كان نزول الملائكة عليه خاصّاً بوقت الاحتضار انّا كنّا فى الحياة الدّنيا اولياؤكم كنّا نحرسكم ونحفظكم ونثبّتكم على الخير، وبالنّسبة الى من تنزّل الملائكة عليه مطلقاً فالمعنى ظاهر، وعن الصّادق (ع) انّه قال: استقاموا على الائمّة (ع) واحداً بعد واحدٍ، وعن الرّضا (ع) انّه سئل: ما الاستقامة؟ - قال: هى والله ما انتم عليه { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } فى الدّنيا بالنّسبة الى الانبياء والاولياء (ع) وبعض الاتباع، وفى آخر الحياة الدّنيا بالنّسبة الى بعض الاتباع { أَلاَّ تَخَافُواْ } ان تفسيريّة ولا ناهية او مصدريّة ولا ناهية او نافية اى مخاطبين بان لا تخافوا { وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } بواسطة الانبياء (ع).