الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ }

{ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا } اخبروا اوّلاً بانّهم افلتوا من ايديهم، ثمّ التفتوا الى انّهم كانوا مدعوّين بحسب حدودهم وتعيّناتهم، والحدود كانت عدميّةً ولكن كانت على القاصرين كالسّراب تظهر بصورة الموجود وفى القيامة يرتفع الحدود ويعلم كلّ احدٍ انّها كانت سراباً لا حقيقة لها فأضربوا عن اخبارهم بضلال الشّركاء عنهم وقالوا { بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً } وقد ورد الاخبار بانّ الآية فى المعرضين عن الولاية وعن علىٍّ (ع)، والمراد بما يشركون رؤساء الضّلالة وعلى هذا فالمراد بالّذين يجادلون فى آيات الله الّذين يجادلون فى خلافة علىٍّ (ع)، والمراد بالّذين كذّبوا بالكتاب الّذين كذّبوا الآيات الواردة فى الولاية، وبما ارسلنا به رسلنا هو الولاية لانّها غاية الرّسالة بدليل ان لم تفعل فما بلّغت رسالتك، والمراد بما يشركون ما جعلوه شريكاً لعلىٍّ (ع) فى الخلافة، ومن دون الله من دون اذن الله، او حالكون الشّركاء غير علىٍّ (ع) الّذى هو مظهر الله { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ } فى الدّنيا او فى الآخرة، عن الباقر (ع) فامّا النّصّاب من اهل القبلة فانّهم يخدّ لهم خدّاً الى النّار الّتى خلقها فى المشرق فيدخل عليهم منها اللّهب والشّرر والدّخان وفورة الحميم الى يوم القيامة ثمّ مصيرهم الى الحميم، ثمّ فى النّار يسجرون، ثمّ قيل لهم: { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ } اى اين امامكم الّذى اتّخذتموه دون الامام الّذى جعله الله للنّاس اماماً.