الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ }

{ فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } قد ورد فى الاخبار انّهم قطعوه ارباً ارباً ولكن وقاه الله ان يفتنوه فى دينه، وعن الصّادق (ع) فى حديثٍ: كان حزقيل يدعوهم الى توحيد الله ونبوّة موسى (ع) وتفضيل محمّدٍ (ص) على جميع رسل الله وخلقه وتفضيل علىّ بن ابى طالبٍ (ع) والخيار من الائمّة على سائر اوصياء النّبيّين والى البراءة من ربوبيّة فرعون، فوشى به الواشون الى فرعون وقالوا: انّ حزقيل يدعوهم الى مخالفتك ويعين اعداءك الى مضادّتك فقال لهم فرعون: ابن عمّى وخليفتى على ملكى وولىّ عهدى ان فعل ما قلتم فقد استحقّ العذاب على كفره بنعمتى، وان كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم اشدّ العذاب، لايثاركم الدّخول فى مساءته فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه، وقالوا: ءانت تجحد ربوبيّة فرعون الملك وتكفر بنعمائه؟ - فقال حزقيل: ايّها الملك هل جرّبت علىّ كذباً قطّ؟ - قال: لان قال فسلهم من ربّهم؟ - قالوا: فرعون هذا، قال: ومن خالقكم؟ - قالو: فرعون هذا، قال: ومن رازقكم الكافل لمعايشكم والدّافع عنكم مكارهكم؟ - قالوا: فرعون هذا، قال حزقيل: ايّها الملك فأشهدك وكلّ من حضرك انّ ربّهم هو ربّى، وخالقهم هو خالقى، ورازقهم هو رازقى، ومصلح معايشهم هو مصلح معايشى، لا ربّ لى ولا خالق ولا رازق غير ربّهم وخالقهم ورازقهم، واشهدك ومن حضرك انّ كلّ ربٍّ ورازقٍ وخالقٍ سوى ربّهم وخالقهم ورازقهم فانا بريءٌ منه ومن ربوبيّته وكافرٌ بالهيّته، يقول حزقيل: هذا وهو يعنى انّ ربّهم وهو الله ربّى، ولم يقل: انّ الّذى قالوا: انّه ربّهم هو ربّى، وخفى هذا المعنى على فرعون ومن حضره وتوهّم انّه يقول: فرعون ربّى وخالقى ورازقى، فقال لهم فرعون: يا رجال السّوء ويا طلاّب الفساد فى ملكى ومريدى الفتنة بينى وبين ابن عمّى وهو عضدى انتم المستحقّون لعذابى لارادتكم فساد امرى واهلاك ابن عمّى والفتّ فى عضدى، ثمّ أمر باوتادٍ فجعل فى ساق كلّ واحدٍ منهم وتداً وفى صدره وتداً، وامر اصحاب أمشاط الحديد فشقّوا بها لحومهم من ابدانهم فذلك ما قال الله تعالى: { فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ } به لمّا وشوا به الى فرعون ليهلكوه، { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } وهم الّذين وشوا بحزقيل اليه لما اوتد فيهم الاوتاد ومشط عن ابدانهم لحومها بالامشاط.