الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }

{ مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ } وضع المظهر موضع المضمر اشارة الى التّعليل { فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ } فى قوله اطيعوا الرّسول، او لانّه مبلّغ والآمر والنّاهى هو الله، او لانّ الرّسول (ص) لمّا فنى من نفسه وبقى بالله ونسبته الى الله اقوى من نسبته الى بشريّته، وظهور الله فيه اتمّ من بشريّته كما قال: من رآنى فقد رأى الحقّ، فمن اطاعه من حيث ظهور بشريّته يعلم انّه اطاع الله قبل حيثيّة بشريّته ولذلك اتى بالماضى مصدّراً بقد للدلالة على مضيّه لتقدّم نسبته الى الله وظهوره فيه على نسبته الى بشريّته { وَمَن تَوَلَّىٰ } الاتيان بالماضى مع كون الفعل فى المعطوف عليه مستقبلاً لكون الاطاعة امراً يحدث بعد ما لم يكن على سبل التّجدّد والتّولّى امر مفطور عليه لا تجدّد فيه سوى البقاء عليه فقد تولّى عن الله فلا تتحسّر عليهم لتولّيهم عنك { فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } حتّى تتحسّر على عدم حفظك ايّاهم