الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ فَقَٰتِلُوۤاْ أَوْلِيَاءَ ٱلشَّيْطَٰنِ إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَٰنِ كَانَ ضَعِيفاً }

{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } حال او مستأنف فى مقام التّعليل والمعنى لا ينبغى لكم ترك المقاتلة لانّ الانسان لا يخلو عن المقاتلة واكتفى عن نسبة المقاتله بطريق العموم والاستمرار الى الانسان بنسبة المقاتلة الى الفريقين والاتيان بالمضارع الدالّ على الاستمرار التّجدّدىّ ولانّ المؤمنين يقاتلون فى سبيل الله وقد مضى انّه من يقاتل فى سبيل الله فالعاقبة له سواء غَلَبَ او غُلِبَ { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّاغُوتِ } ومن يقاتل فى سبيل الطّاغوت لا تجد له نصيراً كما مضى انّ المؤمنين بالجبت والطّاغوت لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً ولا تجد له ظهيراً، لانّ الشّيطان يعدهم وما يعدهم الاّ غروراً وبعد ما يوقعهم فيما يريد يفرّ عنهم.

اعلم انّ نفس المقاتلة والمعارضة مع الاعداء لا تكون الا عن قوّة القلب الّتى هى مبدء كثيرٍ من الخيرات كالشّجاعة والسّخاوة والعفّة والجرأة والشّهامة وغيرها وتورث قوّة للقلب، واذا كان باذنٍ وامرٍ من الله يورث توّكلاً تامّاً وعاقبة محمودة ويوجد للمجاهد ناصر ومظاهر من الله ولذلك ورد التّأكيد فى امر الجهاد ومدح المجاهدين وذمّ القاعدين من غير عذرٍ { فَقَاتِلُوۤاْ } الجملة جزاء شرط محذوف مستفاد من السّابق تقديره: اذا كان المؤمنون يقاتلون فى سبيل الله والكافرون يقاتلون فى سبيل الشّيطان فقاتلوا ايّها المؤمنون { أَوْلِيَاءَ ٱلشَّيْطَانِ } ابدل من الكافرين اولياء الشّيطان اشعاراً بذمّ آخر لهم { إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً } ترغيب وتجرئة للمؤمنين.