الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً }

{ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } عطفاً على محذوف هو قسيمه اى انّ منكم لمن يسرع فى النّفر او يبطوء فيقتل او يقتل واكتفى عنه بقوله: ومن يقاتل فى سبيل الله وفصّل احوال المبطّئين { فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } ظاهره كالقتل والهزيمة والجراحة او باطنه كالرّياضات والابتلاءات الّتى تكون فى الطّريق { قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً } فيرى السّلامة فى دار البلاء عن الابتلاء فى طريق دار الرّاحة نعمة والحال انّها نقمة اذا لم تكن فى طريق الآخرة، او مع الانصراف عن الولاية، فعن الصّادق (ع) لو قال هذه الكلمة اهل الشّرق والغرب لكانوا بها خارجين من الايمان ولكنّ الله قد سمّاهم مؤمنين باقرارهم، وفى رواية: وليسوا بمؤمنين ولا كرامة، والسّرّ فيه، انّه ما لم يختر الدّنيا وهوى النّفس لا يرى السلامة فيها نعمة، ومن اختارها لم يكن له حظّ من الايمان، وباسم الايمان لا يحصل له كرامة بل الكرامة بالايمان الّذى هو قبول الدّعوة الباطنة والبيعة مع صاحبها بشرائطها وبكسب الخير فيه الّذى يؤدّى الى ايثار الآخرة على الدّنيا.