الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً } تفصيل لحال المؤمنين به والصّادّين عنه وتقديم حال الصّادّين لقصد كون الافتتاح والاختتام بحال المؤمنين كأنّه قال: امّا الّذين صدّوا عنه وامّا الّذين آمنوا به؛ لكن ادّاه هكذا اشارة الى تعليل قوله كفى بجهنّم سعيراً والى كونهم كافرين وانّ عليّاً (ع) اعظم الآيات وانّ الكافر به كافر بجميع الآيات { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ } اختلف كلمات الحكماء والصّوفيّة فى كيفيّة خلود اهل النّار وعذابهم الدّائمىّ واصحاب الشّرائع مطبقون على خلودهم وانّ المحكوم بكونه اهل السّجّين لا نجاة له من داره وانّ لكلّ دار عمّاراً هم اهلها لا يخرجون منها ابداً، وتبديل جلودهم يكون بحسب ملكاتهم الرّدية وعقائدهم الفاسدة واخلاقهم الكاسدة فانّها من فروع الشّجرة الخبيثة الّتى اجتثّت من فوق الارض ما لها من قرار، والمراد بالجلود امّا جلود الابدان او جلود الارواح وهى ابدانهم الخبيثة، والسّؤال بانّ المعاقب يصير غير المذنب ساقط من اصله لا جواب له { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزاً } لا مانع له من حكمه وعقوبته { حَكِيماً } لا يعاقب من غير استحقاقٍ { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بعلىّ (ع) { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } حتّى كسبوا فى ايمانهم خيراً { سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً } ثمّ صرف القول الى النّاس المحسودين بالخطاب لهم فقال تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ }.