الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً }

{ وَمَاذَا عَلَيْهِمْ } استفهام انكارىّ يعنى البتّة ليس عليهم كلفة دنيويّة ولا عقوبة اخرويّة { لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } يعنى بالمبدأ والمعاد حتّى ايقنوا انّ النّعمة من الله وانّ خزائنه لا تنفد بالانفاق وانّ اعماله يجزى بها { وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ } قدّم الايمان ههنا على الانفاق واخّر عدم الايمان فى الآية السّابقة عن الانفاق الرّيائىّ لكون الايمان بالله سبباً للانفاق فى سبيل الله لعلم المؤمن بالله انّ الكلّ من الله وانّ الانفاق لا يفنيه والامساك لا يبقيه فلذلك ولتشريفهم قال ههنا ممّا رزقهم الله ولكون عدم الانفاق فى سبيل الله دليلاً على عدم الايمان بالله، ولمّا كان الامساك والتّبذير دليلاً على كفران كون النّعمة من الله قال: والّذين ينفقون اموالهم باضافة الاموال اليهم { وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً } حال وعدم الاتيان بقد لعدم قصد المضىّ او هو بتقدير قد او عطف على قصد التّعليل يعنى علم الله بهم وهم فى طريق رضاه يستدعى عدم الوزر عليهم.