الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } * { وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً }

{ إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } استيناف لتشييد رسالته حتّى يستفاد منه صدقه فى الولاية او لتشييد الوحى اليه فى الولاية ولذا لم يأت بأداة الوصل، وتقديم المسند اليه مضمراً مصدّراً بانّ لتقوية الحكم مع اشارة ما الى الحصر، فان المقصود نفس تقرير الوحى اليه من غير نظرٍ الى الوحى به فالمعنى لا بدع فى الوحى اليك حتّى تستوحش من عدم قبولهم ويستوحشوا من ادّعائك فلا تبال بردّهم وقبلوهم، وان كان المقصود تقرير الوحى بالخلافة فالمعنى انّا اوحينا اليك بالخلافة، ويؤيّده انّه لو كان المراد تقرير الرّسالة لكان ارسلنا مقام اوحينا اوقع، وايضاً لو كان المراد ذلك لما ذكر بعد الرّسل فى قوله لئلاّ يكون للنّاس على الله حجّة بعد الرّسل لانّ معناه حينئذٍ بعد ارسال الرّسل، وهذا المعنى يستفاد من كون الّلام غايةً لارسال الرّسل بخلاف ما اذا كان غايةً للوحى بالخلافة، فانّ معناه حينئذٍ لئّلا يكون الارض بعد مضىّ الرّسل خاليةً عن الحجّة { كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ } بالخلافة فلم يكن الوحى بالخلافة بدعاً حتّى يستوحشوا منه فلا تبال بهم { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } عطف على المشبّه او المشبّه به وذكر هؤلاء مخصوصاً بعد ذكرهم عموماً فى النّبيّين لشرافتهم والاهتمام بهم { وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً وَرُسُلاً } امّا من باب الاشتغال او بتقدير ارسلنا { قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ } اليوم او من قبل هذه السّورة { وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً } فكيف بالوحى.