الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوۤءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً }

{ إِن تُبْدُواْ خَيْراً } بالنّسبة الى من ظلمكم { أَوْ تُخْفُوهْ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوۤءٍ } ان لم يتيسّر لكم الاوّلان فانّه مقام لا مقام فوقه، والمراد من العفو ههنا اعمّ من الصّفح الّذى هو تطهير القلب عن الحقد على المسيء ولذلك لم يذكره فان تفعلوا ذلك تتخلّقوا بأخلاق الله وتتّصفوا بصفاته فتستحقّوا عفوه واحسانه { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً } على الاحسان فاقيم السّبب مقام الجزاء وقدّم الاحسان ههنا واخّره فى آية كظم الغيظ لانّه ابدأه ههنا بصورة الشّرط والفرض فيناسبه التّرتيب من الاعلى الى الادنى بخلافه هناك فانّه ذكر هناك على سبيل تحقّق مراتب الرّجال كما انّ قوله عفوّاً قديراً، كان على سبيل ترتيب الصّفات، فانّ المراد من القدرة القدرة على الاحسان الى المسيء، والاحسان الى المسيء بعد العفو عن اساءته ويجوز ان يراد بها القدرة على الانتقام وحينئذ يكون المعنى انّه عفوّ مع كونه قديراً على الانتقام ليكون ترغيباً فى العفو.