الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً }

{ مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ } قد يفسّر الشّكر بتعظيم المنعم لاجل النّعمة وعلى هذا فالمراد ههنا تعظيم الله لاجل النّعمة الّتى هى علىّ (ع) فانّه اصل النّعم بل فرعها ايضاً، فلا نعمة غيره وقرينة التّخصيص تعقيبه بقوله تعالى { وَآمَنْتُمْ } فانّه قد علمت انّ الايمان لا يحصل الاّ بالبيعة الخاصّة الولويّة على يدل علىّ (ع) على انّ الكلام فى آل محمّد (ص) واعدائهم، وقد يفسّر الشّكر بصرف النّعمة فيما خلقت لاجله، وعلى هذا فالمراد بالنّعمة المأخوذة فى الشّكر استعداد قبول الولاية والبيعة الولويّة والتهيّؤ للعروج الى الملكوت، ولا نعمة اعظم منها فى العالم الصّغير، كما انّه لا نعمة اعظم من علىّ (ع) فى العالم الكبير، وصرف تلك النّعمة فى وجهها بان يسلّمها الى علىّ (ع) حتّى يعطيه ما يتستحقّه والقرينة ايضاً قوله تعالى: وآمنتم وتقديم الشّكر لتقدّمة على حصول الايمان فانّ البيعة وقبول الولاية لا تكون الا بعد التّعظيم والتّسليم، وتعميم الآية لكلّ شكر ونعمة غير مخفىّ على ذوى الدّارية { وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً } يجزى الشّكر زيادة فى النّعمة فكيف يعذّب الشّاكر { عَلِيماً } لا يفوت عنه شكركم فيعذّبكم لعدم العلم بشكركم.