الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً } * { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }

{ وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ } بان يناجى بخلافه ولا يرضى بقوله وينهى عمّا يأمر به كمن تحالفوا فى مكّة لا يتركوا هذا الامر فى بنى هاشم ومثل من تخلّف عن جيش اسامة { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ } الرّشاد او حقيقة الهدى وهى الولاية فانّها تبيّنت بقول الله وقول رسوله (ص) { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بالبيعة الخاصّة الولويّة كسبيل سلمان وابى ذرّ واقرانهما او غير سبيل المسلمين من حيث اسلامهم فانّ سبيلهم من حيث الاسلام هى السّبيل المنتهية الى الولاية { نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ } نوجّهه تكويناً ما توجّه اليه باختياره من سبيل الجحيم { وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ } لانتهاء سبيله اليها { وَسَآءَتْ مَصِيراً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ } باعتبار مظهره الّذى هو علىّ (ع) استيناف فى موضع التّعليل تعليلاً للحكم واظهاراً لانّ مشاقّة الرّسول (ص) فى علىّ (ع) والشّرك به شرك بالله { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ } قد مضى الآية بتمام اجزائها سابقاً { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ } باعتبار الشّرك بالولاية { فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } وصف الضّلال بالبعد باعتبار بعد صاحبه مبالغةً.