الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }

{ وَٱسْتَغْفِرِ ٱللَّهِ } ممّا هممت به او فعلت من الخصومة عن قبل الخائنين { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } وقد نقل فى نزولها، انّ ثلاثة اخوة من بنى ابيرق نقبوا على عمّ قتادة بن النّعمان واخرجوا طعاماً وسيفاً ودرعاً فشكى قتادة الى رسول الله (ص) وقال بنو ابيرق: هذا عمل لبيد، وكان لبيد رجلاً مؤمناً، فمشى بنو ابيرق الى اسيد بن عروة من رهطهم وكان منطيقاً، فمشى الى رسول الله (ص) وقال: انّ قتادة رمى اهل بيتٍ منّا اهل شرف وحسبٍ ونسبٍ بالسّرقة، فاغتمّ رسول الله (ص) وجاء اليه قتادة فقال له رسول الله: " رميت اهل بيت شرف وحسب ونسب بالسّرقة " ؟! وعاتبه فاغتمّ قتادة لذلك فأنزل الله فى ذلك: { إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } (الى آخر الآيات) فنقول: لو سلّم انّ نزولها كان كذا مع انّه شبيه بموضوعات العامّة فالتّعريض بالامّة كأنّه قال: يا امّة محمّد (ص) لاتغفلوا عمّا قال لكم محمّد (ص) وأعلمكم الله به من ولاية علىّ (ع) وسائر الاحكام فاذا حكمتم بحكم فليكن مطابقاً لحكم الله ولتميّزوا بين الخائن وغيره ولا تكونوا للخائنين خصيماً مع الصّالحين يعنى اذا توفّى محمّد (ص) ووقع النّزاع بينكم فاحكموا بما اعلمكم الله وبيّنه لكم رسوله.