الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱلَّيلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }

{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱللَّيْلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ } كمن ليس كذلك؟! حذف الخبر لدلالة الحال ودلالة قوله { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ } (الآية) عليه، او المعنى امّن كفر خيرٌ امّن هو قانت، فحذف المعادل الاوّل لدلالة القرينتين عليه، وقرئ { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } بتخفيف الميم، وعليه يكون الخبر محذوفاً اى { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } كمن ليس كذلك؟! او الخبر والمعادل جميعاً والتّقدير { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } خيرٌ ام من كفر، وقد فسّر القانت بعلىٍّ (ع) ومن ليس كذلك ليس الاّ اعداءه، والتّخصيص فى الذّكر بعلىٍّ (ع) لكونه اصلاً فى الخصال الحميدة والاعمال الرّضيّة لا ينافى تعميمها كما تكرّر سابقاً { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ } الّذين يقومون آناء اللّيل ساجداً وقائماً فانّ العلم يلزمه ذلك لتلازم العلم والعمل كما سبق فى فصول اوّل الكتاب { وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } فيكفرون بالله، او بنعمه، او بالرّسول (ص)، او بعلىٍّ (ع) { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ } عدم التّسوية بينهما { أُوْلُو ٱلأَلْبَابِ } لا غيرهم كأنّه قال: لكن لا فائدة فى تذكرتك ذلك لخلوّهم من اللّبّ ومن كان خالياً عن اللّبّ لا يتذكّر ولو ذكر له كلّ آيةٍ واتى له بكلّ آيةٍ، وقد تكرّر انّ الانسان بدون تأبير الولاية وبدون الاتّصال بولىّ الامر كالجوز الخالى من اللّبّ الّلائق للنّار، وبعد الاتّصال والدّخول فى امر - الائمّة (ع) ودخول الايمان فى القلب الّذى هو بمنزلة لبّ القلب يصير ذا لبٍّ ولذلك فسّروا عليهم السّلام اولى الالباب فى الآيات بشيعتهم بطريق الحصر، عن الباقر (ع): انّما نحن الّذين يعلمون، وعدوّنا الّذين لا يعلمون، وشيعتنا اولوا الالباب، وعن الصّادق (ع): لقد ذكرنا الله وشيعتنا وعدوّنا فى آيةٍ واحدةٍ من كتابه فقال: هل يستوى (الآية)، وبتلك المضامين اخبارٌ كثيرةٌ.