الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ }

{ وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ } ابتداء كلامٍ من الله ردّاً عليهم فى قولهم لمحمّدٍ (ص) استسلم بعض آلهتنا نؤمن بالهتك كما انّ قوله: { قُلْ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّي } كان ردّاً عليهم فى قولهم ذلك { وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } يعنى هذا الوحى كان مستمرّاً من اوّل زمن النّبوّة ولم يكن له اختصاص بنبىٍّ دون نبىٍّ ووقتٍ دون وقتٍ لانّ البعثة لم تكن الاّ لنفى الشّرك خصوصاً اذا كان المراد بالشّرك الشّرك فى الولاية لانّها كانت مبدء للبعثة وغايةً لها { لَئِنْ أَشْرَكْتَ } بالله فى العبادة او لئن اشركت بعلىٍّ (ع) والولاية { لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } تعريض بالامّة وباشراكهم بالولاية لكنّه خاطب النّبىّ (ص) بهذا الخطاب مبالغةً فى تهديد الامّة ودلالةً على انّه (ص) مع كمال عظمته ومقام نبوّته لو اشرك حبط عمله فكيف بغيره ممّن لا مقام له.