الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ } اى اذا مسّهم ووضع الظّاهر موضع المضمر اشعاراً بانّ هذا فى فطرة الانسان، والفاء لسببيّة ما بعدها لما قبلها، او عاطفة على جملة اذا ذكر الله (الى آخرها)، او على جملة لو انّ للّذين ظلموا { الى آخرها) ودالّة على التّرتيب فى الاخبار { ضُرٌّ دَعَانَا } لظهور فطرته حينئذٍ وعدم احتجابها بحجب الوهم والخيال واقتضائها التّعلّق بالله والتّضرّع اليه { ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا } وظهر الخيال بانانيّته ونسى حال تضرّعه ودعائه { قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } منّى بطرق كسبه او على علمٍ باتيانه لانّى علمت انّ الله يعطينى ذلك لمكانى عنده { بَلْ } ليس اتيانه بكسبه ولا بشعورٍ منه باتيانه انّما { هِيَ فِتْنَةٌ } من الله وفسادٌ له او امتحان له لئلاّ يبقى عليه شوبٌ من العلّيّين حتّى يدخل النّار من غير شوبٍ من العلّيّين { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ليس لهم مقام علمٍ حتّى يعلموا انّ ذلك ينافى مقام علمهم او لا يعلمون انّ ذلك فتنة لهم واستدراج.