الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } * { قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }

{ وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ } بمنزلة الاستدراك كأنّ متوهّماً توهّم انّه لا ينبغى ان يتوجّه احد مع ذلك الى غير الله فقال ولكن اذا ذكّر الله وحده { ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } لانّهم ادبروا عن الله واقبلوا على اهويتهم والمدبر عن الشّيء مشمئزّ عنه وعن ذكره، والمقبل على الشّيء مستبشرٌ به وبذكره { وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } كالاصنام والطّواغيت ومعاندى علىٍّ (ع)، وعن الصّادق (ع) انّه سئل عنها فقال: اذا ذكر الله وحده بطاعة من امر الله بطاعته من آل محمّد (ص) { ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } ، واذا ذكر الّذين لم يأمر الله بطاعتهم { إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ قُلِ } معرضاً عنهم مقبلاً على ربّك { ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } يعنى توجّه الى ربّك واذكره بما فيه تسليتك عن عدم اجابة قومك وعن خلافهم من كونه خالق كلّ ما سواه وعالم كلّ المعلومات ومنها عناد قومك معك وخلافهم لك وحصر الحكم بين العباد فيه.