الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ لِيُكَـفِّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ٱلَّذِي كَـانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ لِيُكَـفِّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } علّة لحصر التّقوى فيهم وكون ما يشاؤن لهم عند ربّهم يعنى لمّا كفّر الله وجزاهم باحسن اعمالهم صار لهم ذلك، او غاية لما ذكر يعنى انّ التّقوى واعطاء ما شاؤا صار سبباً لتكفير سيّئاتهم { أَسْوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ } فكيف بغيره { وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ٱلَّذِي كَـانُواْ يَعْمَلُونَ } قد سبق انّ المقصود جزاءهم لجميع اعمالهم بجزاء احسن الاعمال وقد سبق وجهه وانّ كلّ عمل سيّئة كانت او حسنة يحصل منه فعليّة ما للنّفس فان كانت الاعمال حسناتٍ يحصل منها فعليّة فى جهتها العقلانيّة وان كانت سيّئاتٍ يحصل منها فعليّاتٌ فى جهتها الشّيطانيّة وكلّ فعليّةٍ تحصل فى جهتها الشّيطانيّة اذا تسلّط العقل واخذ الملك من الشّيطان صارت من سنخ الحسنات لصيرورة الفعليّات حينئذٍ كلّها سيّئاتها وحسناتها من جنود العقول فصارت السّيّئات حسناتٍ اذ لا معنى للحسنة الاّ كون الفعليّة الحاصلة منها من جنود العقل وهذا معنى تبديل السّيّئات حسناتٍ وبهذا الاعتبار يجزى تمام السّيّئات جزاء احسن الاعمال فضلاً عن الحسنات.