الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ }

{ قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي } بعدما استشعر بانّا فتنّاه { وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ } يعنى لانّك تكون كثير الهبة وكانت عادتك ذلك وكانت الوهّابيّة منحصرة فيك سألتك هذا السّؤال فانّه ان كان عظيماً بالنّسبة الينا فهو حقيرٌ بالنّسبة الى وهّابيّتك.

اعلم، انّه يرى من ظاهر الآية انّ سليمان (ع) بخل بعطاء الملك لغيره وقد اشير فى الاخبار الى ذلك مثل قول رسول الله (ص): " رحم الله اخى سليمان بن داود (ع) ما كان ابخله " ، وقد ذكر فى الاخبار فى دفع توهّم البخل انّ مراده (ع) لا ينبغى ان يقال من بعدى انّه مأخوذ بالغلبة والجور فأعطاه الله تعالى ملكاً لا يمكن ان يقال: انّه مأخوذ بالغلبة مثل ملك الجبابرة حيث سخّر له الرّيح وجملة دوابّ الارض وطيرها، وذكر فى الاخبار فى بيان قول النّبىّ (ص) انّ مراده (ع) ما كان ابخله بعرضه وسوء القول فيه، او المراد ما كان ابخله ان كان اراد ما كان يذهب اليه الجهّال، وعن الاكابر انّ مراده هب لى ملكاً لائقاً بمقامى لا ينبغى لاحدٍ يكون مقامه بعد مقامى وليس هذا بخلاً بل سؤالاً لما يليق بمقامه او بما يليق بمن يكون مقامه فوق مقامه.