الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ }

{ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ } امتحنّاه { وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ } روى عن النّبىّ (ص) انّ سليمان (ع) قال: يوماً فى مجلسه لاطُوفنّ اللّيلة على سبعين امرأة تلد كلّ امرأةٍ منهنّ غلاماً يضرب بالسّيف فى سبيل الله، ولم يقل، ان شاء الله، فطاف عليهنّ فلم تحمل منهنّ الا امرأة واحدة جائت بشقّ ولدٍ ثمّ قال: فوالّذى نفس محمّد بيده لو قال: ان شاء الله لجاهدوا فى سبيل الله فرساناً والجسد الّذى كان على كرسيّه كان هذا، وعن الصّادق (ع) انّ الجنّ والشّياطين لمّا ولد لسليمان بن داود (ع) قال بعضهم لبعض: ان عاش له ولد لنلقينّ منه ما لقينا من ابيه من البلاء، فاشفق منهم عليه فاسترضعه فى المزن وهو السّحاب فلم يشعر الاّ وقد وضع على كرسيّه ميّتاً لتنبيهه على انّ الحذر لا ينفع من القدر وانّما عوتب على خوفه من الشّياطين، وقيل: انّ المراد بالجسد هو الشّيطان الّذى جلس مكانه على كرسيّه سمّى بالجسد لخلوّه من روح الانسان، وذكر فى سبب ابتلائه (ع) بسلب ملكه انّ امرأةً كانت تعبد فى بيته صورةً اربعين يوماً ولم يشعر به، ونقل انّ سليمان (ع) لمّا تزوّج باليمانيّة ولد منها ولد وكان يحبّه فنزل ملك - الموت على سليمان وكان كثيراً ما ينزّل عليه فنظر الى ابنه نظراً ففزع سليمان من ذلك فقال لامّه: انّ ملك الموت نظره اظنّه قد امر بقبض روحه فقال للجنّ والشّياطين: هل لكم حيلة ان تفرّوه من الموت؟ فقال واحد منهم: انا اضعه تحت عين الشّمس فى المشرق فقال سليمان (ع): انّ ملك الموت يبلغ ذلك، فقال آخر: انا اضعه فى السّحاب والهواء فرفعه ووضعه فى السّحاب وجاء ملك الموت فقبض روحه فى السّحاب فوقع جسده ميّتاً على كرسىّ سليمان، فعلم انّه قد اخطأ فحكى الله ذلك فى قوله { وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ } وامثال هذه وامثال روايات سلب ملك سليمان (ع) وجلوس الشّيطان على كرسيّه وكون ملكه منوطاً بخاتم ليس الاّ من الرّموز الّتى رمزها الاقدمون ثمّ اخذها العامّة بصورها الظّاهرة ومفاهيمها العامّيّة ونسبوا الى الانبياء عليهم السّلام ما لا يليق ان ينسب الى مؤمنٍ فكيف بكاملٍ او نبىّ (ع).