الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ }

{ وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ } اى ممّن شايع نوحاً فى الرّسالة واجراء احكام الله على العباد وتحمّل اذى القوم والصّبر على الابتلاء بهم { لإِبْرَاهِيمَ } هذا ظاهر الآية الشّريفة ويكون الشّيعة من المشايعه والاتّباع كما فسّرنا لفظها به، وعن الباقر (ع) يهنئكم الاسم، قيل وما هو؟ قال الشّيعة، قيل: انّ النّاس يعيّروننا بذلك، قال: اما تسمع قول الله تعالى { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ } وقوله:فَٱسْتَغَاثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى ٱلَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ } [القصص:15] لكن قد ورد من طريق الخاصّة اخبارٌ كثيرة انّ المقصود انّ من شيعة علىّ (ع) ابراهيم (ع) وهذا ممّا يخصّ بفهمه من خوطب بالكتاب وسرّ ذلك، كما ورد عن الصّادق (ع) انّ الله لمّا خلق ابراهيم (ع) كشف له عن بصره فرأى الانوار الخمسة فقال: ما هذه الانوار؟ فقال الله تعالى: هذه نور محمّد (ص) وعلىّ (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) ورأى تسعة انوارٍ قد حفّوا بهم فقال: ارى تسعة انوار قد حفّوا بهم فقال: هؤلاء الائمّة (ع) من ولد علىّ (ع) وفاطمة (ع) وسمّاهم له، فقال ابراهيم: الهى وسيّدى ارى انواراً قد احدقوا بهم لا يحصى عددهم الاّ انت، قيل: يا ابراهيم هؤلاء شيعتهم شيعة امير المؤمنين (ع) فعند ذلك قال ابراهيم: اللّهمّ اجعلنى من شيعة امير المؤمنين (ع) قال، فقال تعالى: { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ }.

اعلم، انّ جميع الانبياء والمرسلين (ع) وجميع الاوصياء والصّالحين من جملة شيعة امير المؤمنين (ع) فانّه بعلويّته ومقام ولايته الكلّيّة امام الكلّ حتّى رسولنا الختمىّ (ص) من حيث رسالته لا من حيث ولايته فانّه (ص) متّحد مع علىّ (ع) من حيث ولايته كما مضى مكرّراً انّ الولاية الكلّيّة روح للنّبوّة والرّسالة كلّيّة كانت او جزئيّة وروح للولايات الجزئيّة تماماً، وعلى هذا يجوز ان يكون الشّيعة من شاع بمعنى اتّبع، ويجوز ان يكون من الشّعاع ويكون اصله شعّه بتشديد العين ثمّ خفّف بابدال العين الاوّل ياء كما فى احسست واحسيت.