الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } * { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } * { فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً }

اقسم تعالى بأصناف الملائكة فانّ الملائكة اصنافٌ، صنفٌ يقال لهم المقرّبون والمهيّمون والقيام لا ينظرون وهم العقول الطّوليّة بلسان الفلاسفة، وصنفُ يقال لهم الارواح وارباب الانواع وارباب الطّلسمات واليهم الاشارة فى الاخبار بقولهم (ع): انّ فى العرش لديكاً اذا صاح صاحت الدّيكان فى الارض، وانّ فى العرش لثوراً وهم العقول العرضيّة بلسان الفلاسفة وهم صفوف عند الله، ولكونهم صفوفاً سمّوهم العقول العرضيّة اقسم الله تعالى بهم، وقيل: المراد مطلق الملائكة والانبياء ومن صفّ لله وعبده، وقيل: المراد بهم الملائكة تصفّ انفسها صفوفاً فى السّماء كصفوف المؤمنين فى الصّلٰوة، او تصفّ اجنحتها فى الهواء اذا ارادت النّزول الى الارض، وقيل: المراد المؤمنون يقومون مصطفّين فى الصّلٰوة وفى الجهاد، وصنف يقال لهم النّفوس الكلّيّة والنّفوس الجزئيّة وهنّ المدبّرات امراً وهم الملائكة ذووا الاجنحة، وهم الملائكة الّذين يدبّرون الطّبائع والمواليد ويزجرون الطّبائع بقسرها على خلاف طبيعتها، بفصلها عن احيازها، ووصلها بغير اجناسها، وحبسها مع غير جنسها، كما فى المواليد، وحركتها على خلاف طبائعها كما فى الفلكيّات، ويزجرون المكلّفين من الجنّة والنّاس كما ورد انّ لكلّ انسانٍ ملكاً يزجره، وقيل: هم الملائكة الموكّلة بالسّحاب تزجرها وتسوقها، وقيل: المراد زواجر القرآن وآياته النّاهية، وقيل: المراد المؤمنون يصيحون عند قراءة القرآن لانّ الزّجرة الصّيحة، وصنف من الملائكة ينزلون على الانبياء والاوصياء (ع) باحكام العباد وهم الملائكة الموكّلون على العلوم والوحى، وهم التّالون ذكراً عظيماً على الانبياء (ع)، او المراد الملائكة النّازلة على المؤمنين بالبشارة بعد ظهور السّكينة عليهم، والسّكينة هى الذّكر العظيم فيكون التّالى من التّلو، وقيل: المراد الملائكة الّذين يتلون كتاب الله الّذى كتبه لملائكته وفيه ذكر الحوادث فيزيدون يقيناً بوجود المخبر على وفق الخبر، وقيل: المراد المؤمنون يقرؤن القرآن فى الصّلٰوة.