{ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: فما حال حزبه؟- فقال: { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } ووضع الظّاهر موضع المضمر ليكون اشارة الى انّ حزبه كافرون ولكفرهم صاروا من اصحاب السّعير { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالكفر به والبيعة مع ولىّ امره البيعة الخاصّة او العامّة { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } بالبيعة الخاصّة ان كان المراد بالايمان البيعة الاسلاميّة او بالعمل بالشّروط المأخوذة عليه فى بيعته ان كان المراد بالايمان البيعة الخاصّة { لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ أَفَمَن زُيِّنَ } عطف على محذوفٍ تقديره امن اتّبع الشّيطان ولم ير قبح - عمله كمن اتّبع ولىّ امره ورأى قبائح اعماله ونقائصها فمن زيّن { لَهُ سُوۤءَ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً } فضلاً عن رؤية قبحه كمن لم يزيّن عمله بل رأى اعماله الحسنة قبيحةً فى حضرة مولاه { فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ } تعليل لقوله زيّن كأنّه قيل: زيّن لاتباع الشّيطان عملهم وقبّح لاتباع الرّحمان اعمالهم لانّ الله يضلّ عن الطّريق المستوى الّذى هو عدم رؤية حسن العمل المنسوب الى النّفس { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } الى الطّريق المستقيم الّذى هو رؤية النّقص والقبح من العمل المنسوب الى النّفس كائناً ما كان اذا كان الامر كذلك { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } فلا تهلك نفسك للتتابع الحسرات لاجل اتّباعهم للشّيطان { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } تعليل للنّهى.