الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ }

{ ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ } اى دار الاقامة { مِن فَضْلِهِ } لا باستحقاقنا وهى اخيرة مراتب الجنّات فانّ غيرها دار العبور { لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } لغب لغباً كالنصر ولغوباً بضمّ الّلام وفتحها كمنع وسمع وكرم اعيا اشدّ الاعياء، وعن النّبىّ (ص) فى حديثٍ يذكر فيه ما اعدّ الله لمحبّى علىّ (ع) يوم القيامة انّهم اذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنّونهم بكرامة ربّهم حتّى اذا استقرّوا قرارهم قيل لهم: هل وجدتم ما وعد ربّكم حقّاً؟- قالوا: نعم، ربّنا رضينا فارض عنّا، قال: برضاى عنكم وبحبّكم اهل بيت نبيّى حللتم دارى وصافحتم الملائكة فهنيئاً هنيئاً عطاءً غير مجذوذٍ ليس فيه تنغيص فعندها قالوا: الحمد لله الّذى اذهب عنّا الحزن (الآية) وعن أبى جعفرٍ (ع) " انّ رسول الله (ص) سئل عن قول الله عزّ وجلّ: يوم نحشر المتّقين الى الرّحمن وفداً، قال: فقال: يا علىّ انّ الوفد لا يكونون الاّ ركباناً (وساق الحديث الى ان قال) فاذا دخل الى منازله فى الجنّة وضع على رأسه تاج الملك والكرامة والبس حلل الذّهب والفضّة والدّرّ منظومة فى الاكليل تحت التّاج (قال) والبس سبعين حلّة بالوانٍ مختلفةٍ وضروبٍ مختلفةٍ منسوجة بالذّهب والفضّة واللّؤلؤ والياقوت الاحمر فذلك قوله عزّ وجلّ: ويحلّون فيها من اساور من ذهبٍ ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير " وهذا الحديثان يدلاّن على شمول الاصطفاء وايراث الكتاب لذريّة فاطمة (ع) سواء كانوا جسمانيّين او روحانيّين.