الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ هُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ }

{ وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ } عطف على انّ الّذين يتلون كتاب الله او على مدخول انّ ووجه المناسبة بينهما انّ السّامع كأنّه تردّد فى انّ كتاب الله الّذى مدح الله تاليه هو مطلق احكام النّبوّات من احكام نوحٍ وهودٍ وصالحٍ وابراهيم وموسى وعيسى (ع) ومطلق الكتب السّماويّة من صحف ابراهيم والتّوراة والانجيل والقرآن فعطف وقال: انّ الّذى اوحينا اليك من كتاب النّبوّة ومن صورة القرآن { هُوَ ٱلْحَقُّ } لا حقّ سواه فلا يتوهّم متوهّم انّ المذكورات ايضاً حقّ ينبغى تلاوتها فانّها صارت منسوخة { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } ولمّا توهّم من حصر الحقّ فيما اوحى اليه بطلان المذكورات اضاف اليه قوله مصدّقاً لما بين يديه من الشّرائع والكتب حتّى يحقّق بذلك حقّيّتها ايضاً { إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ } فيعلم بواطن امورهم { بَصِيرٌ } فيعلم ظواهر امورهم فلو لم يكن فيك ما يقتضى ايحاء مثل هذه النّبوّة الّتى هى خاتم النّبوّات والرّسالات ومثل هذا الكتاب الّذى هو خاتم الكتب ومهيمن عليها لما اوحى اليك.