الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ }

{ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ } اى نفس قابلة لان تزر وزراً { وِزْرَ أُخْرَىٰ } فلا تغترّوا بما قيل لكم: نحن نحمل خطاياكم، وقوله تعالى وليحملنّ اثقالهم واثقالاً مع اثقالهم لا ينافى ذلك لانّ معناه ليحملنّ أثقالاً ناشئة من اضلالهم مع انّه لا يخفّف من اثقال من اضلّوهم شيءٌ لا انّهم يحملون اثقال من اضلّوهم فيصير الاتباع خالين من الاثقال { وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ } اى ان تدع نفس مثقلة من الاوزار { إِلَىٰ حِمْلِهَا } الحمل بالكسر ما يحمل يعنى ان تدع كلّ ما يمكن ان يدعى من الله وخلفائه ومن الشّركاء لله ومن الشّركاء فى الولاية ومن كلّ نفسٍ بشريّة ومن كلّ ما يحمل شيئاً من اصناف الحيوان { لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ } المدعوّ { ذَا قُرْبَىٰ } له رحيماً عليه بفطرة قرابته { إِنَّمَا تُنذِرُ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: فما لهم لا يخافون من سوء العاقبة مع هذه الانذارات؟- فقال: انّما تنذر يا من ينذر، او يا محمّد (ص) { ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ } يعنى تنذر من كان فطرته الانسانيّة الّتى شأنها خشية الرّبّ باقية فيهم حال كونهم بالغيب من الرّبّ او حالكون الرّبّ بالغيب منهم { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } الفطريّة الّتى هى الحبل من الله الّذى هو الولاية التّكوينيّة يعنى انّ الانذار من جهات الكفر لا ينفع الاّ من كان هذه حاله لا غيره { وَمَن تَزَكَّىٰ } فى مقام وآتوا الزّكٰوة لكنّه عدل الى هذا لافادة هذا المعنى مع شيءٍ زائدٍ { فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } فيجازيهم على اقامة الصّلٰوة وايتاء الزّكٰوة.