{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } ناداهم تلطّفاً بهم وتثبيتاً لغناه وفقرهم { أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ } تعريف المسند لارادة الحصر ردّاً لمن قال: انّ الله فقير ونحن اغنياء { وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } اعلم، انّ الفقر والحاجة فى الممكن عين ذاته الوجوديّة، بمعنى انّ وجوده وجود تعلّقىّ والتّعلّق عين ذاته لا انّ وجوده شيءٌ والتّعلّق صفة له وهذا النّحو من الوجود لا يكون له شأن الاّ الفقر والفاقة والتّعلّق، وانّ وجوده تعالى وجود غنىّ بذاته عن كلّ ما سواه وانّ الغنى عين ذاته تعالى كسائر صفاته وهذا النّحو من الوجود لا شأن له سوى الغنى ولا يتجاوز الغناء عنه الاّ به تعالى وكلّ من كان الغناء عين ذاته يكون حميداً على الاطلاق بمعنى انّه لا يكون حميد الاّ وهو هو لانّه لو وجد صفة كمال لم تكن هى لله تعالى كان مفتقراً اليها فاقداً لها ولم يكن غنيّاً على الاطلاق.