الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ وَمَا بَلَغُواْ مِعْشَارَ مَآ ءَاتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُواْ رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ }

{ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ وَمَا بَلَغُواْ مِعْشَارَ مَآ آتَيْنَاهُمْ } يعنى انّ هؤلاء كذّبوك وليس تكذيبهم امراً غريباً فانّ الّذين قبلهم كذّبوا رسلهم لكن بينهم وبين من قبلهم فرق عظيم، فانّ من قبلهم اوتوا من الاموال والقوّة والاولاد وطول الاعمال ما به افتتنوا واغترّوا وانكروا، وهؤلاء ما بلغوا معشار ما آتيناهم من ذلك، او المعنى وما بلغ السّابقون معشار ما آتينا هؤلاء من المعجزات والدّلائل على صدق الرّسل (ع)، او المعنى وما بلغ الرّسل (ع) السّابقون معشار ما آتينا محمّداً (ص) وآل محمّدٍ (ع) من الفضل، عن هشام بن عمّارٍ رفعه قال، قال المعصوم: كذّب الّذين من قبلهم رسلهم (ع) وما بلغ ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمّداً (ص) وآل محمّد (ع) فيكون الآية تسلية للرّسول (ص) بخلاف الوجهين السّابقين فانّهما يفيدان التّسلية ضمناً، ويكون لتّفضيح قومه يعنى انّ الرّسل الماضين قد كُذِّبوا والحال انّك اولى بالتّكذيب منهم لانّ ما آتيناك اولى بالحسد ممّا آتيناهم، وليس التّكذيب لامثالك الاّ من جهة الحسد عليهم، او المعنى ما بلغ الرّسل (ع) معشار ما آتينا محمّداً (ص) من دلائل الصّدق فيكون مثل الوجهين السّابقين فى الدّلالة على تفضيح القوم { فَكَذَّبُواْ رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } يعنى انّك او انّكم يا امّة محمّد (ص) ان لم تشاهدوا نكيرى وانكارى عليهم فقد سمعتم اخبارهم وشاهدتم آثار مؤاخذتى لهم فليحذر قومك عن تكذيبك ومؤاخذتى.