الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُلِ ٱللَّهُ وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

{ قُلْ } يا محمّد الزاماً لهم على الاقرار بالمبدء الخالق الرّازق { مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } بتهيّة الاسباب السّماويّة والارضيّة لارزاقكم الانسانيّة والحيوانيّة والنّباتيّة او من السّماوات بالرّزق الانسانىّ ومن الارض بالرّزق النّباتىّ والحيوانىّ { قُلِ ٱللَّهُ } اذ لا جواب لهم سواه { وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } بعدما ابطل الشّركاء وابطل جواز دعوتهم اتى بضلالة اتباع الشّركاء بنحوٍ يكون اقرب الى الانصاف وابعد من المشاغبة، فانّ المعنى المستفاد من هذه العبارة بعدما سبق من اظهار عجز الشّركاء معنى قولنا نحن على هدًى وانتم فى ضلالٍ مبينٍ لكنّه اتى بكلمة او التّفصيليّة المفيدة للتّقسيم فى جانبٍ المسند اليه والمسند جميعاً لئلاّ يشاغب الخصم و يشتدّ مخاصمته وانكاره فكأنّه قال: انّا وايّاكم لعلى هدًى وفى ضلالٍ مبينٍ بنحو اللّفّ والنّشر، واختلاف حرفى الجرّ فى جانب المسند للاشعار بانّ المهتدى مستولٍ على صفاته ومحيط بها، والضّالّ مغلوب لصفاته ومحاط لها.