الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ }

{ فَأَعْرَضُواْ } عن الشّكر بل ملّوا عن النّعمة كما سيأتى { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ } قد فسّر العرم بالسّدّ الّذى يبنى فى الاودية وهو جمع بلا واحدٍ او واحده العرمة، وبالجُرُز الذّكر الّذى خرّب سدّهم، وبالمطر الشّديد، وبوادٍ كان السّدّ فيه، قيل: انّ بحراً كان فى اليمن وكان سليمان (ع) امر جنوده ان يجروا لهم خليجاً من البحر العذب الى بلاد الهند ففعلوا ذلك وعقدوا له عقدة عظيمة من الصّخرة والكلس حتّى يفيض على بلادهم وجعلوا للخليج مجارى فكانوا اذا ارادوا ان يرسلوا منه الماء ارسلوه بقدر ما يحتاجون اليه، وكانت لهم جنّتان عن يمينٍ وشمالٍ عن مسيرة عشرة ايّام فيها يمرّ المارّ لا يقع عليه الشّمس من التفافها، فلمّا عملوا بالمعاصى وعتوا عن امر ربّهم ونهاهم الصّالحون فلم ينتهوا بعث الله عزّ وجلّ على ذلك السّدّ الجرز وهى الفأرة الكبيرة فكان تقلع الصّخرة الّتى لا تستقلّها الرّجال وترمى بها فلمّا رأى ذلك قوم منهم هربوا وتركوا البلاد فما زال الجرز تقلع الحجر حتّى خرّبت ذلك فلم يشعروا حتّى غشيهم السّيل وخرّب بلادهم وقلع اشجارهم { وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ } مُرٍّ بشع قيل المراد به امّ غيلان { وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ } لمّا كان ثمر السّدر ممّا يؤكل وصفه بالقلّة وسمّى بدل الجنّتين بالجنّتين للتّهكّم.