الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ ٱلْقِطْرِ وَمِنَ ٱلْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ }

{ أَنِ ٱعْمَلْ } ان تفسيريّة او مصدريّة { سَابِغَاتٍ } دروعاً واسعاتٍ واكتفى بالسّابغات لشهرة صنع الدّروع من الحديد من داود (ع) { وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ } فى خلقها ونسجها ومساميرها بحيث يمكن لبسها وتمنع السّيف والسّهم والسّنان من النّفوذ فيها، ولا يكون ثقيلاً يعجز الّلابس عن حملها، ولا خفيفاً لا يمنع المذكورات من النّفوذ { وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً } ضمّ اهله او عشيرته او امّته معه فى الخطاب، وتنكير صالحاً امّا للتّحقير والاكتفاء منهم بصالح ما او للتّفخيم والاشعار بالصّالح الحقيقىّ الّذى هو الولاية { إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلِسُلَيْمَانَ } اى ألنّا لسليمان (ع) { ٱلرِّيحَ } بمعنى سخّرناها له { غُدُوُّهَا } اى سيرها فى طرف الصّبح { شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا } اى سيرها فى طرف العصر { شَهْرٌ } قيل كانت الرّيح تحمل كرسيّه او بساطه فتسير به بالغداة مسيرة شهرٍ وبالعشىّ مسيرة شهرٍ { وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ ٱلْقِطْرِ } اى الصّفر، قيل: اسال له النّحاس من معدنه ينبع منه نبوع الماء من الينبوع ولذلك سمّاه عيناً وكان ذلك باليمن { وَمِنَ ٱلْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ } اى بين يدى سليمان (ع) { بِإِذْنِ رَبِّهِ } الضّمير للموصول او لسليمان { وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } فى الدّنيا او فى الآخرة.