الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنْتَشِرُواْ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ ٱلْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوۤاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيماً } * { إِن تُبْدُواْ شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } تأديبٌ للامّة كيف ينبغى ان يعاملوا الرّسول (ص) الّذى هو ابٌ لهم؟ وكيف يكون معاملتهم مع ازواجه؟ { لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ } لعلّهم كانوا يدخلون بيوت النّبىّ (ص) وبيوت بعضهم من غير اذنٍ واستيناسٍ فنزلت هذه الآية وآية الامر بالاستيناس { إِلَىٰ طَعَامٍ } تعدية الاذن بالى لتضمين معنى الدّعوة { غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ } اى ادراكه ونضجه يعنى لا تدخلوا بعد الدّعوة قبل نضج الطّعام وادراكه للاكل، فانّ ذلك يضيّق المنزل عليه وعلى اهل بيته { وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنْتَشِرُواْ } لما ذكر من تضييق المنزل عليه وعلى اهل بيته { وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ } اى لحديث محمّد (ص) او لحديث بعضكم بعضاً وهو عطف على غير ناظرين اناه، او حال عن عاملٍ محذوفٍ والتّقدير ولا تمكثوا مستأنسين لحديثٍ { إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي ٱلنَّبِيَّ } لما ذكر من تضييق المنزل ولانّه ربما يريد الخلوة فى بيته او مع بعض نسائه { فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ } فى ان يأمركم بالخروج { وَٱللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ ٱلْحَقِّ } فيأمركم بعدم اللّبث عنده { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً } اى نساء النّبىّ (ص) { فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ } عن القمّى انّه لمّا تزوّج رسول الله (ص) بزينب بنت جحشٍ وكان يحبّها فاولم ودعا اصحابه وكان اصحابه اذا اكلوا يحبّون ان يتحدّثوا عند رسول الله (ص) وكان يحبّ ان يخلو مع زينب فانزل الله عزّ وجلّ: يا ايّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النّبىّ (الى قوله) من وراء حجابٍ وذلك انّهم كانوا يدخلون بلا اذنٍ، وعن الصّادق (ع): كان جبرئيل اذا اتى النّبىّ (ص) قعد بين يديه قعدة العبد وكان لا يدخل حتّى يستأذنه وكانت النّساء قبل ذلك يبرزن للرّجال الاجانب من غير حجابٍ كما كانت النّساء يبرزن فى الملل الباطلة للرّجال من غير حجابٍ ولا شكّ انّ دواعى الرّيبة تكون اكثر اذا كنّ بلا حجابٍ { ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ } من الرّيبة { وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ } عطف للتّعليل للجمل السّابقة وللتّمهيد لما يأتى { وَلاَ أَن تَنكِحُوۤاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً } لما سبق انّ ازواجه امّهاتهم { إِنَّ ذٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيماً إِن تُبْدُواْ شَيْئاً } كارادة نكاحهنّ بان تقولوا بالسنتكم { أَوْ تُخْفُوهُ } بان لا تظهروه بالسنتكم { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } تهديد ووعيد، عن القمّىّ فى نزول الآية: انّه لما انزل الله النّبىّ اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امّهاتهم، غضب طلحة فقال يحرّم محمّد (ص) علينا نساءه ويتزوّج هو بنسائنا، لئن امات الله محمّداً (ص) لنركضنّ بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا، فأنزل الله تعالى: وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله (الآية) ولا اختصاص لهذا الحكم بالمدخول بهنّ فان المعقودة الغير المدخول بها فى حكم ازواج الآباء، قيل: لمّا قبض رسول الله (ص) وولّى النّاس ابو بكر اتته العامريّة والكنديّة اللّتان لم يدخل بهما رسول الله (ص) وألحقهما باهلهما وقد خطبتا، فاجتمع ابو بكر وعمر وقالا لهما اختارا ان شئتما الحجاب وان شئتما الباه فاختارتا الباه فتزوّجتا فجذم احد الزّوجين وجنّ الآخر. وقد روى انّ هذا الحكم يجرى فى الوصىّ ايضاً يعنى لا يجوز لمن آمن به ان ينكح زوجه.