الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ وَأَقِمْنَ ٱلصَّلاَةَ وَآتِينَ ٱلزَّكَـاةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً }

{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } قرئ بكسر القاف وحينئذٍ يجوز ان يكون من الوقار ومن الفرار، وقرئ بفتح القاف وحينئذٍ يكون من القرار فانّ قرّ استعمل من باب علم ومن باب ضرب { وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ } تلويح بعائشة وفعلتها بالنّسبة الى علىٍّ (ع) فانّه كما روى عن النّبىّ (ص) عاش يوشع بن نون بعد موسى ثلاثين سنة وخرجت عليه صفوراء بنت شعيبٍ زوجة موسى (ع) فقالت: انا احقّ منك بالامر فقاتلها فقتل مقاتليها واحسن اسرها، وانّ ابنة ابى بكرٍ ستخرج على علىٍّ (ع) فى كذا وكذا الفاً من امّتى فيقاتلها فيقتل مقاتليها ويأسرها ويحسن اسرها وفيها انزل الله تعالى: وقرن فى بيوتكنّ ولا تبرّجن تبرّج الجاهليّة الاولى يعنى صفوراء بنت شعيب (ع) { وَأَقِمْنَ ٱلصَّلاَةَ وَآتِينَ ٱلزَّكَـاةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } فى سائر ما امركنّ ونهيكنّ { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّ اهل البيت (ع) سألوا، ما يريد بامر نساء النّبىّ (ص) ونهيهنّ والاهتمام بشأنهنّ؟- فقال تعالى فى الجواب: انّما يريد الله بالاهتمام بامر نساء النّبىّ (ص) تطهير اهل بيته الّذين هم اصحاب الكساء، او هم الائمّة وشيعتهم فانّ المقصود من جميع الاوامر والنّواهى الّتى وردت فى الشّريعة المطهّرة تطهير اهل البيت (ع) يعنى الائمّة وشيعتهم فانّ الكلّ مقدّمة للولاية والبيعة الخاصّة الولويّة، وصاحبوا الولاية هم الائمّة (ع) وخلفاؤهم ومن اجازوهم لاخذ البيعة او لتبليغ الاحكام القالبيّة، وقابلوا الولاية شيعتهم الّذين بايعوا معهم البيعة الخاصّة الولويّة، وعن طريق العامّة والخاصّة ورد اخبار كثيرة فى تفسير اهل البيت بأصحاب الكساء الّذين هم علىّ (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وقد ورد عن طريق الخاصة انّها جرت بعدهم فى الائمّة (ع) عن الصّادق (ع) انّه قال يعنى الائمّة وولايتهم من دخل فيها دخل فى بيت النّبىّ (ص) ولكنّ الله عزّ وجلّ انزل فى كتابه لنبيّه (ص) انّما يريد الله (الآية) وكان علىّ (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وفاطمة (ع) فأدخلهم رسول الله (ص) تحت الكساء فى بيت امّ سلمة ثمّ قال: " اللّهمّ انّ لكلّ نبىّ اهلاً وثقلاً، وهؤلاء اهل بيتى وثقلى، فقالت امّ سلمة: الست من اهلك؟ فقال انّك على خيرٍ ولكن هؤلاء اهلى وثقلى " ، وقال فى آخر الحديث: " الرّجس هو الشّكّ والله لا نشكّ فى ربّنا ابداً " ، وقد ذكر فى المفصّلات الاخبار، من اراد فليرجع اليها، وللاشارة الى انّ المقصود اهل البيت (ع) قال: عنكم لا عنكنّ، وللاهتمام بشأن اهل البيت (ع) وانّ المنظور من تأديب نساء النّبىّ (ص) تطهير اهل البيت جاء بهذه الجملة معترضة بين احكام نساء النّبىّ (ص).