الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } * { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً }

{ وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ } الخالصون { ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ } بخلاف غير الخالصين فانّهم قالوا ما وعدنا الله ورسوله الاّ غروراً { وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ } جواب سؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ما حال الخالصين؟ ايكونون متساوين؟- فقال: من المؤمنين رجالٌ { صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ } عند البيعة مع محمّدٍ (ص) بالاجابة له فى شروطه والمعنى قالوا ما عاهدوه صدقاً لا كذباً كالمنافقين او صدقوا فيما عاهدوه { فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ } للنّحب معانٍ كثيرة منها الخطر العظيم والحاجة والوقت والنّوم والشّدّة والمدّة والموت والاجل والنّذر، والكلّ مناسب ههنا فانّ المراد قضاء عمره { وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ } النّحب { وَمَا بَدَّلُواْ } ما عاهدوا الله عليه { تَبْدِيلاً } شيئاً من التّبديل، فيه تعريض باهل النّفاق وقد ورد أخبار كثيرة انّ الآية نزلت فى حمزة وجعفرٍ وعبيدة وعلىٍّ (ع)، وفى بعض الاخبار انّها نزلت فى المؤمنين من شيعة آل محمّدٍ (ص)، وفى خبر عن الصّادق (ع) المؤمن مؤمنان؛ فمؤمن صدق بعهد الله ووفى بشرطه وذلك قول الله عزّ وجلّ: رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وذلك لا يصيبه اهوال الدّنيا ولا اهوال الآخرة وذلك ممّن يشفع ولا يشفع له، ومؤمن كخامة الزّرع يعوجّ احياناً ويقوم احياناً، فذلك ممّن يصيبه اهوال الدّنيا واهوال الآخرة، وذلك ممّن يشفع له ولا يشفع، وفى خبرٍ عنه (ع): لقد ذكركم الله فى كتابه فقال: من المؤمنين رجالٌ صدقوا (الآية) انّكم وفيتم بما اخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا وانّكم لم تبدّلوا بنا غيرنا، وعنه (ع) انّه قال؛ قال رسول الله (ص): " يا علىّ (ع) من احبّك ثمّ مات فقد قضى نحبه، ومن احبّك ولم يمت فهو ينتظر، وما طلعت شمس ولا غربت الاّ ظلّت عليه برزقٍ وايمانٍ ".