الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ ٱلأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ }

{ إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ } من اعلى المدينة وهو جانب المشرق والشّمال { وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ } وهو جانب المغرب والجنوب فانّ بنى غطفان جاؤا من فوقهم وقريش من اسفلهم { وَإِذْ زَاغَتِ ٱلأَبْصَارُ } مالت وتحيّرت من شدّة الخوف والدّهشة لكثرة الاعداء { وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ } كناية عن اضطراب القلوب فانّ القلوب عند غلبة الخوف تضطرب وتتحرّك من اسفل الى اعلى، واذا اريد المبالغة فى اضطرابها يقال بلغت فى تحرّكها من اسفل مقامها الى الحناجر { وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ } الانواع من الظّنّ او المظنونات العديدة المتخالفة، وقرئ الظّنون بحذف الالف فى الوصل، وقرئ بحذف الالف فى الوصل والوقف، والمراد بالظّنون ظنّ كذب محمّدٍ (ص)، وظنّ تكذيب الله لمحمّدٍ (ص) وظنّ الاستيصال، وظنّ الغارة على المدينة، وظنّ صدق محمّدٍ (ص) والاطمينان بالله والنّصرة من الله والغلبة على الاعداء وهزيمتهم.