الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }

{ مَّا خَلْقُكُمْ } جواب لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ان كانت الكلمات غير متناهيةٍ فكيف يحاسب الله تعالى كلّها فى يومٍ واحدٍ؟- فقال: ما خلقكم جميعاً { وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } اى كخلق نفسٍ واحدةٍ وبعثها، وقيل: بلغنا والله اعلم انّهم قالوا: يا محمّد (ص) خلقنا اطواراً نطفاً ثمّ علقاً ثمّ انشأنا خلقاً آخر كما تزعم وتزعم انّا نبعث فى ساعة واحدة: فقال الله: ما خلقكم ولا بعثكم الاّ كنفسٍ واحدةٍ انّما يقول له كن فيكون { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } جواب سؤالٍ مقدّرٍ فى مقام التّعليل يعنى انّه سميع لكلّ مسموع، بصير لكلّ مبصر؛ فانّ حذف المفعول ليس الاّ للتّعميم ومن كان كذلك كان لا يشغله شأن عن شأنٍ فلا يمنعه خلق نفسٍ ولا بعثها عن خلق اخرى وبعثها.