الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ }

{ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } قد مضى اوّل الآية فى سورة النّساء مع تفصيلٍ وتحقيقٍ فى بيانها وآخرها فى سورة البقرة { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ } يعنى عاقبة جملة الامور ينتهى الى الله بمعنى انّ ايجاد الاملاك والافلاك والعناصر ليس الاّ لايجاد المواليد، وجميع الحركات الاراديّة والطّبيعيّة وسكناتها وجميع المواليد ليست الاّ لايجاد الانسان وقد خلقه الله لاجل نفسه، او المعنى كلّ امرٍ ينتهى عاقبته الى الله بمعنى انّ كلّ فعل غايته ينتهى الى امرٍ ليس هو مقصوداً بذاته بل هو مقصود لاجل الغير الى ان ينتهى الى غاية الغايات ونهاية النّهايات، او المعنى ينتهى عاقبة كلّ الامور الى الله فى النّظر واللّحاظ بمعنى انّ النّاظر اذا نظر الى امر وجده صادراً عن فاعل، واذا نظر الى ذلك الفاعل وجده مسخّراً لغيره فى ذلك الفعل، وهكذا الى ان ينتهى الى المسخّر الحقيقىّ الّذى هو الله فيكون فاعل كلّ امر هو الله لكنّه يكون فى هذا اللّحاظ عاقبة جملة الفواعل.