الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

{ أَ } لم يخرجوا من اوطانهم الصّوريّة ومن بيوت نفوسهم { وَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } الطّبيعيّة وفى ارض وجودهم وارض القرآن والسّير الحسنة والغير الحسنة { فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } والضّمائر الثّلاثة للكثير من النّاس او لمرجع الضّمير الفاعل لقوله { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ } { كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } بحسب البدن والمال والاعوان { وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ } بتقليب وجهها لاستنباط المياه واستخراج المعادن وللزّراعة وغرس الاشجار وغير ذلك من التّصرّفات والمقصود انّهم أثاروا الارض اكثر ممّا أثاروها بقرينة قوله تعالى: { وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا } وابادهم الله تعالى ولم ينفعهم قوّتهم واثارتهم وعمارتهم فلا ينبغى لكم ان تغترّوا بقوّتكم واثارتكم وتعميركم { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } اى احكام الرّسالة او المعجزات فاغترّوا بقوّتهم وكذّبوا الرّسل مثلكم فخذلهم الله او اهلكهم { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } بتعريضها لسخط الله.