الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } عطف على جملة كذلك كانوا يؤفكون، الاتيان بالماضى للاشارة الى تحقّق وقوعه، او للاشارة الى انّه قد مضى بالنّسبة الى مقام المخاطب الّذى هو محمّد (ص) والايمان اى الاذعان والانقياد، او المراد بالعلم العلم باحكام الرّسالة وقبولها فانّه كثيراً يستعمل العلم فى قبول احكام الرّسالة والعلم بها تقليداً او تحقيقاً، وبالايمان الايمان الخاصّ الحاصل بالبيعة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة فيكون فى معنى قوله قال الّذين اوتوا الاسلام بقبول الدّعوة الظّاهرة والايمان بقبول الدّعوة الباطنة، او المراد بالعلم العلم التّحقيقىّ، وبالايمان الايمان الشّهودّى الّذين لا يجتمعان الاّ فى من صار خليفة لله كما عن الرّضا (ع) حين يصف الامامة فانّه قال: فقلّدها عليّاً (ع) بامر الله عزّ وجلّ على رسم ما فرض الله تعالى فصارت فى ذرّيّته الاصفياء الّذين آتاهم الله تعالى العلم والايمان بقوله: وقال الّذين اوتوا العلم { وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } اى مكتوب الله وهو عالم الطّبع وعالم البرازخ والبدن الطّبيعىّ والبدن البرزخىّ فانّ الكلّ كتاب الله الّذى كتبه بيده { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ } يعنى لبثتم من اوّل خلقتكم فى عالم الطّبع والبرازخ الى يوم القيامة الكبرى { فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ } ولا يعلم امد ذلك الاّ الله وانتم لغاية وحشتكم لم يبق لكم شعور بتلك المدّة الطّويلة { وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ } تلك المدّة ولا هذا اليوم لتحيّركم وعدم بقاء شعور لكم، وعلى ما بينّا الآية لا حاجة فيها الى التّكلّفات الّتى ارتكبها المفسّرون.